توفي أربعة أطفال تراوح أعمارهم بين عام ونصف العام وثمانية أعوام، دهساً تحت إطارات مركبات ذويهم وأقربائهم داخل كراجات المركبات المنزلية، بإمارة رأس الخيمة، في أقل من عامين، نتيجة عدم انتباه سائقي المركبات لوجود الأطفال خلف المركبات، أو عدم التأكد من خلو المواقف المنزلية من الأطفال أثناء الخروج بالمركبات من المنزل إلى الطريق العام.
إذ تسببت أم في دهس ابنها، ودهست امرأة أخرى ابن شقيقتها، ودهس شاب شقيقه الصغير، كما دهس شاب آخر ابنة شقيقه، ما أدى إلى وفاتهم داخل كراجات منزلية، كما دهس سائق ابنة شقيقته، ما أدى إلى إصابتها أيضاً في كراج المنزل.
وتفصيلاً، قالت الخبيرة التوعوية بحقوق الطفل، موزة الشومي، لـ«الإمارات اليوم» إن تصاميم الساحات الداخلية للفلل السكنية في بعض مناطق الدولة تشكل خطراً على سلامة الأطفال، إذ إن حوش المنزل يعتبر المتنفس الوحيد للعب الأطفال، وإيقاف المركبات داخل حوش المنزل يشكل خطراً على سلامتهم.
وأوضحت أنه يجب على الجهات المعنية وضع معايير وشروط لإعادة تصاميم الساحات الداخلية في الفلل السكنية التي تسمى «الحوش»، لحماية الأطفال من الدهس تحت مركبات ذويهم، وذلك بعد تكرار حوادث الدهس في الفلل السكنية.
وأشارت الشومي، إلى أنه يجب على الجهات المعنية إلزام مالكي المركبات بتخصيص مواقف منفصلة عن حوش المنزل أو خارج الفلل السكنية لحماية الأطفال، ومنع تكرار حوادث الدهس، مطالبة بتطبيق معايير الوقاية والسلامة في أسرع وقت، من أجل تجنب تكرار حوادث دهس الأطفال، وسقوط مزيد من الضحايا بمركبات ذويهم.
وطالبت الشومي جميع الأسر بالحذر أثناء دخول وخروج المركبات من الفلل السكنية، لافتة إلى أن وجود الأطفال داخل الحوش أكثر أمناً من خروجهم للعب في الطرق العامة، وفي حال تم إدخال المركبات إلى الحوش، فإن الخطر سينتقل من الطرق إلى داخل المنزل، ويؤدي إلى وفاة الأطفال دهساً.
ووفقاً للإحصاءات التي رصدتها «الإمارات اليوم» شهدت إمارة رأس الخيمة وفاة أربعة أطفال، وإصابة طفلة دهساً بمركبات أسرهم أو أقاربهم عن طريق الخطأ، منذ بداية العام الماضي حتى الآن، حيث وقع الحادث الأخير يوم الجمعة الماضي، عندما توفي الطفل (م.ش)، البالغ من العمر خمس سنوات، دهساً من قبل والدته أثناء خروجها بمركبتها من داخل المنزل إلى الطريق العام في إحدى المناطق السكنية برأس الخيمة.
ووقع الحادث الثاني في شهر نوفمبر العام الماضي، عندما توفي طفل مواطن يبلغ من العمر 18 شهراً يدعى (ع.م)، إثر تعرضه للدهس من قبل مركبة تقودها خالته أثناء رجعوها بمركبتها للخلف في الموقف الداخلي للمنزل، كما وقع الحادث الثالث لطفل باكستاني يبلغ من العمر ثماني سنوات، عندما تعرض للدهس بمركبة شقيقه أثناء رجوعه للخلف داخل كراج المنزل، حيث لم ينتبه السائق لوجود شقيقه الصغير خلف المركبة ودهسه بطريق الخطأ، ما أدى إلى وفاته فوراً في مكان الحادث.
ووقع الحادث الرابع عندما توفيت طفلة مواطنة تدعى (ح.ر، ثلاث سنوات)، إثر تعرضها للدهس تحت عجلات مركبة عمها، الذي حاول الخروج بالمركبة من داخل كراج منزله، ولم ينتبه لوجود ابنة شقيقه خلف المركبة، ما أسفر عن دهسها ووفاتها في الحال أسفل المركبة، كما وقع الحادث الخامس عندما أصيبت طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات بإصابات بسيطة، إثر تعرضها للدهس بمركبة خالها، عندما حاول إخراج المركبة من حوش المنزل إلى الطريق العام.